دعوات للرعايا الأجانب لمغادرة لبنان وجهود دبلوماسية لتجنّب تصعيد عسكري

أربيل (كوردستان24)- تزايدت الأحد الدعوات لحض الرعايا الأجانب على مغادرة لبنان في ظل مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.

وفي إطار جهود دولية تبذل لنزع فتيل انفجار إقليمي محتمل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني الأحد إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط "بأي ثمن".

في قطاع غزة، أعلن الدفاع المدني مقتل 30 شخصا على الأقل في قصف صاروخي إسرائيلي طال مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر بمدينة غزة "جلّهم أطفال ونساء"، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من حماس.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان ليل الأحد الاثنين إن غارة إسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان "أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد شخصين".

وقبيل ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ "قوّات جيش الدّفاع رصدت إرهابيا من حزب الله يدخل إلى مبنى يستخدمه التنظيم في منطقة حولا. بعد وقت وجيز من الرصد، قصفت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو المبنى الذي كان يوجد فيه الإرهابي". من جهته أفاد حزب الله بمقتل اثنين من مقاتليه، دون أن يُحدد مكان مقتلهما.

على الجانب الإسرائيلي، دوت صفارات الإنذار مجددا في وقت باكر الاثنين في الجليل الأعلى، بسبب هجوم جوي "من لبنان"، وفقًا للجيش الإسرائيلي الذي أفاد بإصابة جنديَيْن بجروح.

واتهمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على ضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.

ولم تعلّق الدولة العبرية على اغتيال هنية الذي تعهّد القادة الإيرانيون "الثأر" له. كما توعّد حزب الله بالانتقام لمقتل شكر.

وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي بإنزال "عقاب قاسٍ" بإسرائيل. كما توعّد الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت إسرائيل بـ"عقاب شديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة".

بدوره هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بـ"ردّ آت حتماً" بعد اغتيال شكر، مشيرا إلى "معركة مفتوحة في كل الجبهات".

كذلك توعّد بالرد كل من حركة حماس والمتمردون الحوثيون في اليمن.

في المقابل شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد على "رفع مستوى الجهوزية على صعيد الدفاع"، وقال في بيان "نحن جاهزون للرد سريعا أو للهجوم"، مضيفا "إذا تجرّأوا على مهاجمتنا سيدفعون ثمنا باهظا".

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي "حتى الآن، اشدد على أن سياسة الدفاع لدى قيادة الجبهة الداخلية لم تتغير"، موضحا أنه يردّ بذلك على "تقارير مختلفة وشائعات" تحدثت عن وضع البلاد في حال تأهب.

ومع تصاعد المخاوف، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر لشبكة "ايه بي سي" الإخبارية "نبذل كل الجهود لتجنّب تدهور الوضع".

 

قلق بالغ

في مواجهة خطر التصعيد العسكري في لبنان، دعت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة هذا البلد فورا.

كما دعت باريس الفرنسيين المقيمين في إيران إلى "مغادرة البلاد موقتا".

كذلك، دعت كندا رعاياها إلى "تفادي أي زيارة لإسرائيل"، وكانت طلبت نهاية حزيران/يونيو من رعاياها مغادرة لبنان.

والأحد أعلنت السفارة البريطانية سحب عائلات دبلوماسييها من بيروت بصورة موقتة.

والتقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأحد في طهران القائم بأعمال الخارجية الإيرانية والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

إلى ذلك عقد وزراء خارجية مجموعة السبع الأحد لقاء عبر الفيديو لبحث الوضع في الشرق الأوسط وعبروا عن "قلق شديد" إزاء المخاوف من حصول تصعيد، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني.

من جهته شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على "أهمية أن يتّخذ جميع الأطراف تدابير" تهدئة، وفق المتحدث باسمه.

وعلّقت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت، بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 آب/اغسطس، فيما مددت شركتا "إير فرانس" و"ترانسافيا فرانس" هذا الإجراء حتى الثلاثاء. وستوقف الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتبارا من الاثنين، وستلغي الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى الإثنين.

كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى 8 آب/أغسطس.

في مطار بيروت تشكّلت طوابير انتظار طويلة وسادت أجواء قلق وعدم يقين بين المسافرين.

 

هجوم "إرهابي" في تل أبيب 

وأدّت الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل، إلى فتح جبهات ضد الدولة العبرية من حزب الله والحوثيين اليمنيين وفصائل عراقية، وهي مجموعات تنضوي كلها ضمن "محور المقاومة" الذي تقوده إيران.

كان حزب الله أعلن في بيان ليل السبت الأحد قصف شمال إسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، مشيرا إلى أنه قصف للمرة الأولى منطقة بيت هلل، رداً على قصف اسرائيلي أصاب "مدنيين" في جنوب لبنان.

قرب تل أبيب، وقع الأحد هجوم بسكين أسفر عن مقتل شخصين قبل أن يُقتل المهاجم.

والقتيلان هما امرأة تبلغ 66 عاما قضت إثر إصابتها بجروح بالغة في الهجوم الذي وقع في مدينة حولون بضاحية تل أبيب، ورجل يناهز الثمانين قضى بعدها بقليل متأثرا بإصابته، بحسب ما أفاد مستشفى ولفسون في المدينة.

وأفادت الشرطة في بيان بأن شرطيا وصل إلى الموقع "حيّد" الشخص الذي نفّذ "الهجوم الإرهابي"، وهو من سكان الضفة الغربية المحتلة.

 

عشرات القتلى بضربات في غزة 

في قطاع غزة المدمر والمحاصر والمهدّد بالمجاعة بحسب الأمم المتحدة، وقبل ضربة المدرستين، كان الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني قد أفادا بمقتل 16 فلسطينيا جراء قصف إسرائيلي في جباليا (شمال) ودير البلح (وسط)، وذكر مصدر طبي أن خمسة منهم قضوا حين استهدفت مسيّرة خيم نازحين في باحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

كما تعرضت مدينة غزة (شمال) لعمليات قصف برا وبحرا وجوا، واستهدف القصف البريج والنصيرات (وسط) ورفح (جنوب)، بحسب شهود.

وخلّف هجوم حماس قبل نحو عشرة أشهر 1197 قتيلا، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام إسرائيلية رسمية.

كما خطف المهاجمون 251 شخصاً ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم قُتلوا.

وتسبّب القصف الإسرائيلي المدمّر والهجوم على قطاع غزة بسقوط 39583 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.